
رسالة دعم للشباب
12 مارس 2025
أعزاؤنا القادة الشباب،
لطالما كان الشباب قوةً دافعةً للابتكار والتعاون والتقدُّم، وجهودكم في إحداث تأثيرات هادفة داخل مجتمعاتكم مُستمرة. نحن نؤمن بقوة الشباب القادم من جميع مناحي الحياة، ومن مختلف الخلفيات والقدرات. فكل مجتمعٍ فريدٌ من نوعه ويتميز بخصوصيته، وأفضل الحلول تنبع من داخله. قوتنا تكمن في تجاربكم وخبراتكم الحياتية، وصمودكم، ورؤيتكم لمستقبل أفضل. أنتم قوةٌ جبّارةٌ للتغيير، وها أنتم بدوركم قد نهضتم لمواجهة هذه التحديات بإصرارٍ وإبداعٍ وإيمانٍ لا يتزعزع في إمكانية تحقيق التغيير.
نحن، المديرون التنفيذيون لمجموعة الستة الكبار “Big Six”— وهو تحالف يضم كبرى المنظمات الدولية الرائدة التي تخدم الشباب— نتحدّث إليكم مباشرة في ظل هذه الفترة من التغيّرات السريعة، والتي تنطوي على انخفاضٍ محتملٍ في التدفقات المالية للتعاون الدولي، غير أنها تُمثل أيضًا فرصةً للتكيف السريع، والابتكار، وبناء المرونة، وتمكين الشباب حول العالم بشكلٍ أكبر. قد تُقلّل التغيرات في البيئة الخارجية من قدرتنا على تقديم الخدمات الحيوية، لكنها لن تحدّ من طموحاتنا في الوفاء بمهامنا المؤسسية. نريدكم أن تسمعوا هذا بوضوح: نحن نراكم، نحن نسمعكم، ونحن معكم في هذه الفترة الحرجة.
تظل مهمتنا معًا قوية كما كانت دائمًا—تمكين المجتمعات المحلية وتضخيم أصوات الشباب وقيادتهم. نحن مُكَرَّسون لتمكين الشباب من الوصول إلى الأدوات والشبكات والفرص التي تتيح لهم تحويل رؤاهم ورسالاتهم وأفكارهم وإجراءاتهم إلى واقعٍ حيٍّ ملموس. نسعى لدعم المبادرات التي يقودها الشباب، ورعاية القيادة، وتهيئة مساحات يزدهر فيها الشباب. وسنواصل المناصرة مع ومِن أجل الشباب على أعلى المستويات.
إنّ التعلّم غير الرسمي والتطوّع من أقوى الوسائل التي تُساعد الشباب على اكتساب المهارات والثقة، وبناء روابط دائمة. ومن خلال العمل المؤثر الذي تقوم به شبكتنا من الأعضاء أو المنظمات الوطنية في أكثر من 190 دولة، نعلم أن هذه التجارب تساعد في تنمية القادة الشباب، وتوفر لهم فرصًا للمساهمة الهادفة في مجتمعاتهم. ومن خلال نموذجنا الفريد الذي يعتمد على الملايين من المتطوعين الذين يعملون بجدٍّ في كل مجتمع محلي، نضمن أن تُشكّل أصوات الشباب الحلول التي تُوَجّه مستقبلنا الجماعي.

إن مبادرتنا المُشتركة: التعبئة الشبابية العالمية (GYM)، تضم شبابًا يقودون مشاريعًا تُعزّز التغيير الإيجابي في المجتمعات. وقد أنشأ هذا الجهد الذي يقوده الشباب طرقًا جديدة ومطلوبة تُتيح للقادة الشباب المُساهمة في القرارات التي تُؤثر على حياتهم، والحصول على الموارد التي تُمكّنهم من القيادة.
فمنذ إطلاقها خلال جائحة كوفيد-19، صُمّمت مبادرة التعبئة الشبابية العالمية لتفكيك الحواجز التي تحول دون الحصول على التمويل، ولتوفير الفرص التي يَصعُب الحصول عليها للإرشاد والتوجيه وبناء القدرات. كما تم تصميمها لضمان الوصول العادل للموارد إلى الأفراد والمجتمعات المهمشة والممثلة تمثيلًا ناقصًا.

واليوم، بالشراكة مع المديرية العامة للمفوضية الأوروبية للشراكات الدولية، تُواصل التعبئة الشبابية العالمية توسيع نطاقها، حيث تُقدّم تمويلًا وتوجيهًا ومواردًا؛ لدعم المشاريع المحلية التي يقودها الشباب. وقد أُطلقت في أكتوبر 2023 مبادرة بقيمة 10 ملايين يورو تحت اسم صندوق تمكين الشباب، يوفر تمويلًا صديقًا للشباب؛ لدعم المشاريع التي تُسهم في التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية.
وقد تم إطلاق الدورة التمويلية الثانية في الثالث من مارس، ونُشجّعكم على التقدم بطلباتكم وتقديم أفكاركم التي من شأنها تعزيز مجتمعاتكم والارتقاء بها، ومعالجة الفجوات الجديدة التي أحدثتها أزمة التمويل العالمية المتفاقمة هذه.
المستقبل مُشرق، وهو لا يزال ملكًا لكم. نحن نُؤمن بقدرتكم على تغيير المسار، وصنع التغيير، والقيادة بشجاعة. إن قيادتكم مطلوبةٌ الآن أكثر من أي وقتٍ مضى. المستقبل لكم، ونعلم أنكم بحاجة إلى الموارد لتحقيقه.
مع خالص دعمنا وتضامننا الراسخين،
كارلوس سانفي، الأمين العام لجمعية الشبان المسيحية العالمية
خافيير كاستيلانوس، وكيل الأمين العام لشؤون تنمية الجمعيات الوطنية وتنسيق العمليات، الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر
كيسي هاردن، الأمينة العامة لجمعية الشابات المسيحية العالمية
مارتن هوتون براون، الأمين العام لمؤسسة جائزة دوق إدنبرة الدولية
جاي هولواي،
القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة
ديفيد بيرج، القائم بأعمال الأمين العام للكشافة العالمية





